الأصل الخامس: أن الله يخلق وفق ما قدره
قال: [الخامس: أنه يدل على حدوث هذا المقدور، وأنه كان بعد أن لم يكن؛ فإنه يقدره ثم يخلقه].
أولاً: الذين يقولون بقدم العالم وأن المخلوقات أزلية لا أول لها؛ إيماننا بالقدر يكذبهم، فمن يؤمن بالقدر لا يمكن أن يؤمن بأن العالم أزلي لا أول لوجوده. لأن إيماننا بأن الله: كتب المقادير بعد علمه بها، ثانياً: خلق الله الأشياء وفق تلك المقادير، ووفق ذلك العلم، وفي هذا دليل على أن كل هذه المخلوقات محدثة مخلوقة ليس شيء منها لا أول لوجوده، فإن الأول والآخر والظاهر والباطن هو الله سبحانه وتعالى، أما غيره فلا يشاركه في هذه الصفات مطلقاً.